I تحية طيبة وبعد،

      ترتكز النهضة السياسية لأي دولة على قدرة شعبها على ممارسة حقوقه السياسية وعمق إدراكه لمفهوم الديمقراطية وآلياتها المختلفة، فيصير اختيار الأرشد وفرز البدائل بمثابة مهارات طبيعية تمتلكها مختلف طبقات المجتمع. ولا يمكن أن تتأتى هذه القدرات لأبناء أمة دون أن يتيح نظامها التعليمى تنمية ثقافة الممارسة السياسية والفهم الحقيقى للقضايا الماثلة في أفقها السياسى والاقتصادى والاجتماعى.

      وانطلاقاً من هذا المفهوم تنظم الكثير من المؤسسات التعليمية ومن ضمنهم “مدرسة الواحة الدولية” مؤتمرات محاكاة لمنظمات عالمية وإقليمية مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، يدرس خلالها الطلبة العديد من القضايا الدولية والعربية المتداولة في مختلف هيئات المنظمات، فيتبنون وجهات نظر مختلفة ويقيمون الندوات والمناظرات حولها، على نحو يهيئ لهم دراسة تلك القضايا من كافة الأوجه ويوفر معلومات قيمة عنها. وتحرص “مدرسة الواحة الدولية” على إقامة هذا المؤتمر فى مقرها كل عام لما يحمله من فوائد جمة.

ومن ثم، فقد قررت المدرسة إقامة نموذج محاكاة للجامعة العربية للعام السابع على التوالى.  يقسم الطلاب خلال أيام المؤتمر على خمسة مجالس: مجلس الجامعة على مستوى القمة، مجلس وزراء العدل العرب، مجلس وزراء الداخلية، مجلس وزراء الخارجية العرب بالإضافة إلى المجلس الاقتصادى والاجتماعى، فى محاكاة كاملة للهيكل التنظيمى للجامعة. ويقتضي نظام العمل عقد جلسات استماع ومناظرات وجلسات عامة.

هذا وستقوم إدارة المدرسة والقائمون على المؤتمر بدعوة طلبة المدارس المختلفة فيغدو المؤتمر محفلاً عربياً حقيقياً، لا يتيح فهم القضايا العربية فحسب، لكنه أيضاً يوفر فرصة عملية للطلبة العرب للعمل العربي المشترك والإنجاز الجاد، فتتكرس فكرة العمل الجماعى وإنجاز الفريق، فتصير أواصر الود والتعاون مبنية على أساس قوى تذوب فيه روح الفردية وتتبدد عقيدة الاستئثار بالقيادة! حيث إنه قد آن لنا أن نبني أجيالاً تتخذ من القومية العربية منهاج عمل وطريق نضال وتنبذ اجترارها وراء الحقد والتباغض والخطب الجوفاء والشعارات الزائفة